عاشت ابتدائية الصويرة، نهاية الأسبوع الماضي، تفاصيل مثيرة عند محاكمة متهم بـ "تقديم وشاية كاذبة، وحمل الغير على الإدلاء بشهادة الزور"،
بعد دخول المتهم في ملاسنات مع رئيس هيأة الحكم التي أدانته بسنتين حبسا نافذا، مهددا رئيس الهيأة بـ "التشهير به" وكشف تفاصيل ما أسماه "الفضيحة" و"المؤامرة". وتعالى صوت المتهم داخل القاعة، أثناء الجلسة، حسب ما نقلته مصادر مطلعة، مؤكدا أنه "تعرض لعملية اختطاف" من بيته من قبل عناصر أمنية مزيفة، وأرغم على المصادقة على تصريح لم يحرره، يبرئ من خلاله أعضاء "شبكة لترويج المخدرات داخل السجون"، وأن التوقيع الذي تحمله الوثيقة نفسها "مزور". وصرخ المتهم أن التصريح انتزع منه لتبرئة ساحة رئيس معقل بسجن الصويرة و16 معتقلا آخرين في ملف يهم شبكة لترويج المخدرات داخل السجن، كان الموظف أدين فيها ابتدائيا بثلاث سنوات، وأودع سجن آسفي. واستندت هيأة الحكم في إدانة المتهم بتقديم "وشاية كاذبة" في ملف الشبكة نفسها، إلى التصريح الذي يؤكد فيه أنه أبلغ عناصر الدرك، أثناء الاستماع إليه، بـ "وقائع كاذبة"، عن شبكة لترويج المخدرات داخل السجون، وأنه قام بذلك انتقاما من الموظف الذي كان يعنفه في السجن حين كان معتقلا في قضية تتعلق بــ "النصب والسرقة". وبناء على محاضر الاستماع إلى الشخص نفسه كانت عناصر الدرك باشرت بحثها، واعتقلت الموظف، و16 شخصا آخر، إذ كانت المحكمة استندت إلى شهادة النزيل السابق و15 شخصا آخر، من ضمنهم عائلات بعض المعتقلين، لتكوين قناعتها بأن الموظف متورط في ترويج المخدرات داخل السجون، وتكوين شبكة مع 16 شخصا آخر أدينوا معه في الملف نفسه ابتدائيا. ولم يكن المتهم قد تقدم بشكاية في البداية، للوشاية بالموظف وباقي المدانين معه، بل أجرى مكالمة هاتفية بعناصر الدرك بسرية تمانار بالصويرة، يبلغ فيها عن نقل مخدرات في سيارة فاخرة مرقمة بالخارج مقبلة من أكادير إلى الصويرة، وأكد أنها محملة بكميات مهمة من المخدرات. ودفعت المكالمة الهاتفية عناصر الدرك إلى التحرك ونصب حاجز أمني أوقفت خلاله السيارة وأخضعتها لتفتيش دقيق، أفضى إلى عدم اكتشاف أي مخدرات. وحسب ما روته مصادر مطلعة، فإن العناصر نفسها أوقفت المبلغ عبر الهاتف، وأخضعته إلى البحث ليكشف تفاصيل مثيرة عن شبكة تروج المخدرات داخل السجون، يترأسها موظف وبعض النزلاء، وبعض زوار المعتقلين، وهم الأشخاص الذين أوقفوا وقدموا إلى المحاكمة وأدينوا ابتدائيا، قبل أن يدلي المبلغ بتصريح يفيد فيه أن الأمر يتعلق بوشاية كاذبة للانتقام من الموظف، غير أنه تراجع عن أقواله، وأكد أنه اختطف من بيته قبيل المرحلة الاستئنافية في قضية الشبكة، من قبل عناصر أمنية مزيفة، وأنه أرغم على المصادقة على التصريح الذي سيقود إلى تبرئة الموظف وباقي المدانين معه، غير أن هيأة الحكم، استعانت بشهادة كاتب عمومي وموظف الجماعة التي تمت فيها عملية المصادقة على وثيقة التصريح، ليتأكد أن المتهم تقدم من تلقاء نفسه لتحرير التصريح دون أن يرافقه أي شخص آخر
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).