من يصدق أن بيع البيض يمكن أن يدر على صاحبه ثروة قدرت سنة 1978 ب280 مليون درهم؟ ذلك ما حصل مع عمر التيسير الشهير ب"نص بلاصة ". قصة لقبه تعود إلى سنوات بدايته الأولى، حينما كان عمره 14 سنة. في ذلك الوقت كان مضطرا لأن يصرف على عائلته فاختار أن يتاجر في البيض. في تنقله كان يدفع دائما ثمن نص بلاصة، جعل الكريسون يطلق عليه ذلك اللقب الذي لازمه طيلة حياته. مدخول البيض استغله عمر في إنشاء شركة للبناء فتحول إلى طاشرون . اشتغل في البداية مع الفرنسيين، إلى أن حدث زلزال أكادير سنة. التيسير انطلق يعيد بناء كل ركن في المدينة المدمرة مما جعله يحقق أرباحا خيالية. سمع بجديته الحسن الثاني فاستدعاه ليستقبله. بعد المقابلة ازدادت أعمال شركته ازدهارا وانتقلت أوراشه من الجنوب إلى الشمال ليدخل مجال الأشغال العمومية. اشترى شركة "كوميز" الفرنسية في إطار سياسة المغربة، ليبعد الأجانب عن قطاع ظلوا طوال سنوات يستنزفون عبره الدولة المغربية من مخزونها من العملة الصعبة. أشغاله الكبرى شارك فيها المكتب الوطني للسكك الحديدية والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمكتب الوطني للفوسفاط وغيرها، ليكون أول مغربي يتكلف بمشاريع كبرى كالطرق والسدود والقناطر، وهو صاحب الطريق السيار الذي ربط بين الدار البيضاء والرباط. نص بلاصة لم يكتف فقط بالداخل، فأعماله انتقلت إلى إفريقيا إذ بنى في العاصمة الغينية كوناكري جامعها الكبير، مما فتح الباب أمام أعماله في السينكال وليبيا والكابون .
توفي في 26 ماي 1979 في إحدى مصحات باريس ليترك ثلاثة أولاد، لتضيع ثروته، التي لم تجد وريثا كفءا يباشر إدارتها بين البنوك التي طالبت بمتأخرات القروض. سر نجاحه يكشفه أحد مجايليه : " كان يؤمن بشيء واحد: العمل أولا وأخيرا
صوت وصورة
الرئيسية | الصورة تتكلم | الملياردير الحاحي الكيلولي عمر التيسير " نص بلاصة"
الملياردير الحاحي الكيلولي عمر التيسير " نص بلاصة"
الكاتب :
TIGZIRT
الخميس، مارس 05، 2015
-
3/05/2015 03:01:00 م