قضية وآراء: بلاد احاحان: العمق التاريخي الأمازيغي ودلالة الاسم:

نجد في المصادر التاريخية الوسيطية تكرار مصطلح بلاد احاحان أي Pays Haha في جل الأوصاف المتعلقة بالموقع الجغرافي لهذا الفرع المصمودي الكبير، وورد هذا المصطلح كذلك في المصادر الأوروبية التي وصفت احاحان بالكونفدرالية القبلية القوية بالأطلس الكبير الغربي.فلماذا تعريب مصطلح احاحان في الطبونومية المغربية؟ ولماذا توصف ببلاد احاحان؟

تعتبر الطبونوميا من التخصصات المهمة لجرد دلالات أسماء الأماكن والقبائل، ولهذا فهذا العلم نتاج نظريات لسانية لغوية، تحاول النبش في العمق الثقافي واللغوي لهذه الأسماء، التي تتعرض للتعريب ومحو دلالاتها الأمازيغية، ولم تسلم قبائل احاحان من محاولات طمس الهوية الأمازيغية وأماكنها التاريخية الشاهدة على حضور الإنسان الحاحي في الحضارة الأمازيغية.فصطلح احاحان امتداد للطبيعة التضاريسية للمنطقة، وله معنى جغرافي الذي يدل على الفج،ويحاول البعض إسقاط الكثير من المصطلحات السلبية، ضاربا في العمق هذه الهوية الثقافية،من خلال تسويق مصطلحات معربة.ولعل تمسية هذه القبائل ببلاد احاحان، ناتج عن توفر مقومات الدولة:فنجد فيها مؤهلات طبيعية أركان ـ موارد طبيعية معدنية ـ موارد مائية ـ ثروات بحرية وغابوية ـ جهات جبلية سياحية خلابة،وأخير البيثرول والغاز طبيعي.كانت هذه البلاد موقعا استراتيجيا للحملات العسكرية عبر التاريخ، فقد استهدفتها الحملات البرتغالية والفرنسية، نظرا لأهميتها في الاستغلال الاقتصادي، لتستنزف القبائل بعد أن فككتها الإقامة العامة الفرنسية، إننا نعيش ثقل ويلات التاريخ، فواقعنا نتاج مرارة هذا التاريخ، الذي أفرغ الشخصية الحاحية من مقوماتها الأمازيغية الحرة، وجعل قبائلها مشتتة في ظل استمرار التقسيمات الجهوية.