تنفست ساكنة سميمو الصعداء من روح ديمقراطية الصندوق الانتخابي، الذي
أخرج ثلة من الشباب من سبات التهميش والإقصاء
إلى تولي رئاسة مجلس جماعة سميمو، وهو مؤشر أسهم في ظهور صيحات من أجل
تغيير شامل لتحقيق التنمية الشاملة لمركز سميمو،واقع ساهمت فيه العديد من
المعطيات،ترتبط بسوء التدبير المحلي وغياب إرادة تنموية قوية تنطلق من الفعل
السياسي والانتخباوي،الذي من المفروض أن يضطلع بالأدوار الطلائعية لتنمية المنطقة
والنهوض بها في مختلف المجالات،تلك الوضعية أوصلت المنطقة إلى أدنى مستويات
الهشاشة والفقر،تتحكم فيها القبلية الضيقة على مستوى التدبير العشوائي لمركز سميمو،
وكان من انعكاساتها تباين تنمية المجالات القروية وضعف بنياتها الاجتماعية في مجال
التعليم والتغطية الصحية والكهربائية، وانتشار البطالة وضعف البنيات التأطيرية
للشباب:دار الثقافة ـ ملاعب ـ دار الشباب....وإذا أردنا استقراء المشهد السياسي
بسميمو،سنجد أن تنميته وإخراجه من ويلات التهميش، يحتاج يقظة استثنائية من منتخبي المجلس
الجديد لإعادة البريق إلى هذا المركز، الذي ظل لعقود بقرة حلوب، يقتات منها كل
مفسد حل بالمنطقة، وظلت معه الهيئات المنتخبة ضعيفة في أدائها السياسي والتمثيلي،فسلطة
المال والنفوذ لعبت دورا في السابق في تكريس مشهد الفساد الإداري والمالي داخل
الهيئات المنتخبة، مما انعكس سلبا على سوء تدبير الشأن المحلي،الذي تتحكم فيه
هواجس وصاية السلطة من جهة، وانتشار الأمية في أغلب أوساط هذه الهيئات، إلا أن
الجديد في المجلس الجديد، هو وصول شباب متحمس ذو مستوى تعليمي إلى سدة المجلس
الجماعي لسميمو، وهذا مؤشر سينعكس إما ايجابا أو سلبا على أداء هذا المجلس،وهنا
لابد من الوقوف على بعض انتظارات ساكنة جماعة سميمو من المجلس الجديد، وهي
كالتالي:
ـ القطع مع التدبير العشوائي وضرورة اعتماد منطق الفحص الدقيق للمال
العام:
يعتبر هذا المؤشر من بين أهم النقط، التي تنتظر المجلس الجديد لتكريس
الشفافية في تدبير مالية جماعة سميمو وضبط جل الحسابات المرتبطة بمشاريع هذه
الجماعة، وكذلك المنح التي تعطى للجمعيات والمؤسسات الاجتماعية، وذلك بخلق أرشيف
الجماعة وتنظيمه بشكل دقيق، لكي يتاح للمواطنين والفاعلين بالمنطقة، وإلا سنكون
أمام لوبي جديد، ينتعش من ثقافة الريع في حالة عدم تصريح أعضاء المجلس الجديد بممتلكاتهم .
ـ اعتماد رؤية تنموية شاملة لجل الدوائر بعيدا عن الانتقام وتكريس
ثقافة الإرهاب الالكتروني الذي يحمله البعض في طياته، وهذا سيجعل آلية المجلس مجرد
وسيلة للدفع بهذا الاحتقان إلى درجات الكراهية والحقد، مما سيفضي إلى اضطراب في أداء
المجلس بعيدا عن المسؤولية الوطنية التي سيتحملها البعض.
ـ تنظيم السوق الأسبوعي ومحاربة مختلف أشكال الريع المستشري بهذا
المرفق العمومي، الذي يعرف بسميمو باسم البقرة الحلوب التي مازالت تستنزف منذ
استقلال المغرب، وتنطلق أسس هذا التنظيم على الفحص الجبائي لموارد السوق،لهدف الوصول
إلى استثمار هذه الموارد في تنظيم هذا السوق الأسبوعي الأكبر باحاحان.
ـ خلق مسافة قانونية بين رئيس الجماعة المنتخب والسلطة المحلية،
وضرورة الالمام بالقانون المؤطر لهذه العملية، وكذلك الرجوع لاستشارية المواطنين
في جل القضايا التي ترتبط بهم مباشرة.
ـ الاعتناء بشباب سميمو وخلق فضاءات للمرافق الثقافية والرياضية
لمواجهة آفة انتشار المخدرات والهدر المدرسي، وتأطير الشباب على قيم المواطنة،
وليس تهييجهم على أسلوب التوظيف اللاقانوني للأنترنيت.
ـ تنظيم المجال وتهيئته من
خلال اعتماد استراتيجية إعداد التراب ومواجهة مختلف أشكال البناء العشوائي، لتنظيم
أمثل لمورفولوجية مركز سميمو.
ـ الوصول إلى تحقيق تغطية شاملة للماء الصالح للشرب لجل دوائر
الجماعة،فلا يعقل أن تتوفر المنطقة على سدود كبرى، ولا تستفيد الساكنة من مواردها
الطبيعية.
تلك إذن هي بعض انتظارات ساكنة سميمو من المجلس الجماعي الجديد،فتغليب
المصلحة الشخصية على العامة، سيفقد المجلس بريقه، وسيجعل التغيير مجرد حلم فقط،إن
العمل الجاد لأي مجلس، ينبغ من مقاربة ميدانية حقيقية،وليس بالضرورة كفاءة
مقاولاتية رأسمالية،التي تنبني على لغة المصالح وتنمية الثروة الشخصية، وكما يجب على المجلس الجديد اليقظة التامة بمشاكل المواطنين، وأمامه
2160 يوما لتحقيق هذه المطالب، والا سنعيد نفس الأغنية بغلاف شبابي، فهل يستطيع شباب المجلس
تكسير مقولة "سميمو ما عندو باه لا مو" أم أن لوبيات الفساد
ستحول حلم التغيير من جديد إلى كابوس الريع في مزرعة سميمو السعيدة؟
سميمو بريس ـ سميمو
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).